زيراوي
عدد الرسائل : 1498 العمر : 53 تاريخ التسجيل : 26/08/2007
| موضوع: حكايات إيسوب الخميس 25 أكتوبر 2007, 10:27 pm | |
| من هو إيسوب ؟؟ هل هو شخصية حقيقية ؟ تتضارب الأقوال حول هذا الرجل فمن الباحثين من ينكر وجوده أصلا و يعتقد أن اليونانيين كانوا ولوعين بنسبة الأعمال إلى مؤلف ما فإن لم يجدوه اخترعوا لها مؤلفا ! و هذا ما حدث مع مجموعة من الحكايات الشعبية التي رددها الناس في اليونان ، كما هي العادة عند جميع الشعوب و في مختلف العصور ثم نسبوها إلى شخصية خرافية إسمها إيسوب !
و الفريق الثاني يرى أنه شخصية ((شبه أسطورية )) و أنه المؤلف لمئات من الحكايات الخرافية التي نسبت إليه ثم حيكت حوله روايات أسطورية منها أنه بعث حيا بعد وفاته، و أنه اشترك في مهركة ترموبيلي و غيرها كثير !
أما الفريق الثالث و على رأسه هيرودوت فيرى أنه شخصية حقيقية عاش في القرن السادس قبل الميلاد ، و أنه كان عبدا أعتقه سيده بعد ذلك و أنه كتب الحكايات الخرافية المنسوبة إليه و غن لم يصلنا ما يؤكد عددها و مضمونها تأكيدا تاما !
تابعونا لنكون مع مقتطفات من هذه الحكايات*********************** كان الثعلب يتضور جوعا عندما شاهد عناقيد العنب تتدلى من أيكة عالية ، كانت الشجرة مثقلة بعناقيد العنب لكنها عالية ، قفز الثعلب لكي يصل إليها عدة مرات دون جدوى، فلما يئس من الوصول إليها مضى في طريقه و هو يقول : " على كل حال إن العنب لم ينضج بعد ، إنه حصرم " .
المغزى الأخلاقي : (( كثيرا ما يلوم الإنسان الظروف التي وجد فيها ، بطريقة الثعلب نفسها ، مع أن فشله يعود إلى عجزه هو )). ********************************** الحكاية الثانية ((الأفعال أعلى صوتا من الكلمات ))
كان الصياد يطارد الثعلب و يتعقبه في الغابة ، و لم يجد الثعلب سوى الحطاب يتوسل إليه ن يخبئه. فأشار عليه الحطاب بالذهاب إلى كوخه و بعد قليل ظهر الصياد و سأل الحطاب إن كان قد رأى ثعلبا مر في الطريق فأجاب الحطاب "كلا!" لكنه و هو يتحدث ارتعشت أصابعه نحو المكان الذي يختبئ فيه الثعلب غير أن الصياد على كل حال لم يفهم الإشارة ، و عندما رأى الثعلب أن الصياد قد رجع إلى المدينة خرج من مخبئه دون أن ينبس ببنت شفه ، فوبخه الحطاب لأنه يريد أن يذهب دون أن ينطق بكلمة شكر أو عرفان . فقال الثعلب : " كنت في الواقع أود أن أشكرك لو كانت أفعالك و شخصيتك قد اتفقت مع أقوالك".
المغزى الأخلاقي : تستهدف الحكاية انتقاد أولئك الذين يدلون بتصريحات طنانة و أقوال رنانة عن الفضيلة ، لكنهم يسلكون سلوك الأوغاد . ************************************** لحكاية الثالثة (( هدية الصديق))
حمل الذئب خروفا تخلف عن القطيع إلى مخبأه ، لكنه التقى بالأسد في الطريق فأخذه منه . ووقف الذئب على مسافة تجعله آمنا من الأسد و صاح فيه " ليس لك الحق في أخذ ما أملك !" فأجاب الأسد ضاحكا " نعم لقد كان ملكك بالفعل ! لكنه الآن هدية مقبولة من صديق!"
المغزى الأخلاقي : (( تسخر الحكاية من اللصوص و من جشع قطاعالطرق عندما يخالفون قواعد اللعبة بعضهم مع بعض و عندما لا يحالفهم الحظ )) *************************** الحكاية الرابعة (( جاهز للعمل))
جلس الدب تحت شجرة يشحذ أسنانه ، فسأله الثعلب : لم تجعل أنيابك حادة على هذا النحو إذا لم يكن هناك صياد يتعقبك و لا خطر يتهددك ؟ فأجاب الدب " عندي مبرر هام لذلك هو أنه إذا ما تهددني الخطر، فلن يكون عندي الوقت لشحذها بل عليها أن تكون مستعدة للعمل "
المغزى الأخلاقي : (( لا تنتظر حتى يتهددك الخطر بل قم بالاستعداد له )) *************************************** الحكاية الخامسة (( ينام بعين مفتوحه ))
لدى حداد كلب ينام عندما يعمل لكنه يقف بجواره عندما يأكل ، فقال له و هو يقذف إليه بقطعة من العظم : " أيها النوام البائس! عندا أطرق السندان تذهب إلى النوم ، لكنك تستيقظ عندما تبدأ أسناني في العمل " .
المغزى الأخلاقي : (( هذه القصة تشهر بالمتعطلين النائمين الذين يعيشون من كد الآخرين )) *******************************
الحكاية السادسة (السرعة و الكمال )
تنازع خنزير و كلبه من منهما يربي أطفاله بسهولة أكثر ، فادعت الكلبة أنها تربيهم أسرع من أي من ذوات الأربع. قالت الخنزيرة " هذا حسن جدا ، لكن اسمحي لي أن أقول إن أطفالك الجراء بكونون عميان عندما يولدون "
المغزى الأخلاقي : "الأشياء لا يحكم عليها بالسرعه بل بالكمال الذي تصل إليه" ******************************************************* الحكاية السابعة (( و من الحب ما قتل ))
يروى أن قردا أنجب توأما : أحاط أحدهما بالحب و العطف و الحنان و الرعاية و التغذية ، في حين أهمل الآخر تماما لكن تشاء القدرة الإلاهية أن الابن الذي دللته الأم و أعطته الرعاية و ربطته دائما إلى صدرها ، يختنق حتى الموت أما الآخر الذي لفظته فهو الذي يبلغ سن النضوج
المغزى الأخلاقي : (( الإفراط في الحب يخنق ، و لا شيء يقف أمام القدر )) ************************************ الحكاية الثامنة ((الأعمى ))
كان هناك رجل أعمى يستطيع أن يميز بين الحيوانات المختلفة عندما يلمسها بأصابعه: لكن ذات يوم وضعوا بين يديه ذئبا حديث الولادة فلم يستطع أن يجمع ذهنه و يتبينه لكنه قال : (( لا أعرف حقا ما إذا كان ابن ذئب أم ثعلب أو أي حيوان آخر. لكني على يقين أنه لا يصلح لصحبة قطيع الغنم ! ))
المغزى الأخلاقي (( بنفس الطريقة فإن طبيعة الإنسان الشرير كثيرا ما يمكن التعرف عليها من ملامحه الجسمية)) ********************************************** الحكاية التاسعة ((خير طرق الدفاع ))
ذهبت الأفعى إلى زيوس كبير الآلهة تشكو إليه ما تجده من كثير من الناس الذين يدهسونها فقال لها زيوس :"لو لم تلدغي الإنسان في البداية ما دهسك في النهاية"
المغزى الأخلاقي (( إن أولئك الذين يقفون في وجه أول معتد سوف يخشاهم الآخرون)) ********************************************** الحكاية العاشرة (البحث عن المجد )
سقط الأسد مريضاً وقد في الكهف ، فقال لصديقه المفضل الثعلب" لو أردت شفائي حقا فعليك أن تستخدم لسانك الحلو و كلماتك المعسولة في إغراء ذلك الغزال السمين الذي يعيش في الغابة المجاورة ليأتي لزيارتي و لتطوله مخالبي ! أنا جائع !و ما أشد شوقي لأحشائه و تلهفي لقلبه! " و أطاع الثعلب امر الاسد و ذهب إلى الغابة المجاورة يبحث عن الغزال حتى وجده رقص مرحا هنا و هناك . فأخذ يحييه بمعسول الكلام : " عندي لك أنباء طيبة أنت تعلم أن ملكنا الأسد جاري و هو الآن مريض و على وشك الوفاة و لقد اخذ يفكر في أمر الحيوانات و من الذي يحكمها من بعده. فقال لنفسه من ؟ الخنزير تلك البهيمة الخالية من الاحساس ؟ الدب ذلك الكسول الغبي ؟ أم الفهد سيء الطبع حاد المزاج ؟ أم النمر ذلك المتبجح المدعي؟ كلا ! لا أحد من هؤلاء يصلح للحكم ! لا أجد سوى الغزال أفضل الحيوانات في الطبع و في الصفات التي تؤهله للعرش ! فطوله مناسب و هو حيوان يعيش طويلا قرونه تخيف الأفاعي. و هكذا باختصار، عينك الأسد ملكا علينا . فما الذي تكافؤني به بوصفي أول من حمل لك هذه الأخبار الطيبة! قل لي بسرعة لأنني في عجلة من أمري. إن الأسد يثق في نصيحتي و يعتمد عليها في كل ما يفعله ، و قد يكون الآن في حاجة إلي . " لو استمعت إلى نصيحة ثعلب عجوز، فلا بد أن تأتي معي لتبقى مع ملكنا حتى تحضره الوفاة!" امتلأت رأس الغزال بكلام الثعلب و انتفخ غرورا ، فذهب معه إلى الكهف الذي يرقد فيه الأسد المريض دون أن يخامره أدنى شك في ما يمكن أن يحدث له ، و ما أن شاهده الأسد حتى انقض عليه بلهفة لكنه لم ينجح إلا في قطع أذنه بمخالبه لأن الغزال اسرع بالفرار إلى الغابة فضرب الثعلب بقدميه في يأس و حسرة على جهوده التي ضاعت سدى. و راح الأسد يزأر و يئن من الجوع. ثم في النهاية اخذ يرجو الثعلب أن يحاول مرة اخرى إغراء الغزال بالعودة إليه. فقال الثعلب :" إن ما تطلبه مني لأمر في غاية الصعوبة و مع ذلك فسوف أحاول من أجلك" و راح الثعلب يشحذ مواهبه في المكر و الدهاء، و يسأل الرعاة عن مكان الغزال إلى أن وجده، كان الغزال يتميز من الغيظ و عندما رآه انفجر فيه :" أنت مرة أخرى أيها الوغد! جئت لتوقع بي! إذا اقتربت مني فسوف تدفع حياتك ثمنا لذلك! اذهب و اخدع الآخرين ممن لا يعرفون من أنت. ابحث عن شخص آخر تجعله ملكا و تدفعه إلى الجنون!" فأجاب الثعلب: " هل أنت جبان يائس على هذا النحو؟ هل تتشكك في أصدقائك؟ عندما أمسك الأسد بأذنك، أراد أن يعطيك آخر نصيحة له و آخر تعليماته قبل أن يموت. ذلك لأن مسؤولياتك هائلة كملك . لكنك لم تتحمل حتى مجرد خدش بسيط من مخالب مخلوق مريض، هو الآن اشد غضبا منك و يريد أن يجعل من الذئب ملكا، و سيكون أسوء سيد علينا . تعال معي و لا تخش شيئا. و كن حليما كالخراف. أقسم لك بجميع هذه الأوراق و جميع الينابيع إن الأسد لن يؤذيك و إني لن أرضى بك بديلا سيدا و ملكا على جميع الحيوانات! " . بهذه الكلمات الجميلة أغرى الثعلب مرة أخرى الغزال التعس بالعودة معه مرة أخرى إلى حيث يرقد الأسد و ما إن دخل الكهف حتى هجم عليه الأسد و مزعه تمزيقا و جعل منه وجبة شهية: و أكل اللحم و العظم حتى النخاع و تلى ذلك كله بالأحشاء. و الثعلب واقف يشاهد عندما سقط القلب من جسد الذبيحة جرى إليه الثعلب و التهمه و اعتبره مكافأة على جهوده، و عندما راح الأسد يفتش عنه في جميع الأشلاء قال له الثعلب : " عليك أن تكف عن البحث فالواقع أنه كان بدون قلب ،و أي قلب هذا الذي تتوقعه من مخلوق يأتي إلى عرين الأسد مرتين و تطوله مخالبه ؟".
المغزى الأخلاقي (( الناس تتطلع بلهفة إلى المجد ، حتى تختفي عقولهم وراء سحب الرغبة فلا يدركون الأخطار المحدقة بهم ))
_______________ [/right] [/center] [/center] | |
|