زيراوي
عدد الرسائل : 1498 العمر : 53 تاريخ التسجيل : 26/08/2007
| موضوع: تاريخ ماقبل التاريخ الخميس 25 أكتوبر 2007, 9:50 pm | |
| تاريخ ماقبل التاريخ
من القراءة والكتابة نشأ الكتاب . ونحن لانعلم بالتحقيق كم عاش الناس على سطح الأرض . قال القدماء: إنهم عاشوا آلافاً من السنين . وجاء من بعدهم من قالوا: بل عشرات الألوف . وكاد يستقر الرأي على أن الإنسان عاش على سطح الكرة الأرضية نحواً من 500 ألف عام . وقالوا إنّ تاريخ الإنسان المكتوب لايصل إلى أكثر من 7000 عام , وهم يقصدون بذلك أن الطوائف الإنسانية التي عاشت قبل هذا التاريخ لم تخلّف شيئاً مكتوباً أو مقروءاً نعلم من خلاله كم عاش الإنسان على سطح هذه الأرض من سنين . ونقرأ التاريخ , فنجد المؤلفين والمؤرخين يتحدثون عن عصور ماقبل التاريخ . والتاريخ إن يكن زمناً فليس له قبل ولابعد . وإنما يعنون بما قبل التاريخ تلك الحقبة التي لم يخلّف فيها الإنسان شيئاً مكتوباً يخبرنا بالذي كان في تلك الأزمان . والنتيجة التي نخرج بها أن أكثر عمر الإنسان على هذه الأرض كان أميّاً يقول لسانه وتسمع أذنه , ولاتخط يده ولا يقرأ بصره وقد بدأ الرمز على مايبدو نقشاً على الحجر .. وذلك قبل أن يتدرج إلى اتخاذ الحروف الدالة على الأصوات , والرمز للمعاني بالصور والكلمات. ولاشك أن الإنسان رأى الأعمار قصيرة فأراد إطالتها بشيء يبقى منه على الدهر فكانت الآثار الباقية مع أن بعض الأمم لم يبق لهم من باقية قال تعالى ( فهل ترى لهم من باقية ) وكان أفصح مافي الآثار الباقية المكتوب والمقروء . ثم جاءت الكتب تسجل محاصيل الأجيال , ولعل كتب التاريخ كانت من أجل ذلك أقدم الكتب تسجيلاً للحياة . وإذا علمنا أن العراق ومصرا كانا يعيشان عصور ماقبل التاريخ حتى أواخر الألف الر ابع قبل الميلاد وأن اليونان ظلت في هذه العصور حتى القرن الثامن قبل الميلاد , وأن شمال أوروبا كان في ظلام حتى القرن الأول قبل الميلاد , وأن معظم العالم الجديد استمر في هذه العصور حتى نهاية القرن الخامس عشر الميلادي : لأدركنا مقدار أهمية عصور ماقبل التاريخ . إن عصور ماقبل التاريخ ليست طويلة من حيث الزمن فقط , بل مليئة بالحوادث التي كانت ولاتزال ذات أثر فعال في حياة الإنسان , فاستخدام النار , وصناعة الأسلحة , والزراعة , وتدجين الحيوان , والبناء , والتعدين , واختراع العجلة , والفخار , والنسيج : بدأت في هذه العصور وتطورت بمرور الزمن . وعن عصور التاريخ المدون قالت الموسوعة الذهبية : " والواقع أن التاريخ المدون ماهو إلا فصل صغير من القصة بأكملها , لأن الناس أصبحت قادرة على الكتابة منذ حوالي 5000 سنة فقط , وكل مانعرفه من قصتهم في القرون السالفة حصلنا عليه من أعمالهم التي خلفوها لنا . ويقسم التاريخ المدون إلى ثلاثة أقسام : قديم , ومتوسط , وحديث . فالتاريخ القديم يروي قصة العالم من حوالي 3000 سنة ق . م إلى سقوط روما منذ 1500 سنة . أما التاريخ الوسيط فيروي قصة الألف سنة التالية , وهي الفترة التي يطلق عليها (العصور الوسطى) ويبدأ التاريخ الحديث بعد أن تم كشف العالم الجديد بفترة قصيرة . وقد قسم العالم القديم إلى ثلاثة عصور هي العصر الحجري , والعصر البرونزي , والعصر الحديدي , وقد سميت بهذه الأسماء تبعاً للمادة التي كانت تصنع منها الأدوات وغيرها مما كان يستعمل في كل عصر من تلك العصور . وقد قسم العصر الحجري الذي بدأ منذ خمسين ألف عام تقريباً إلى قسمين هما : العصر الحجري القديم . والعصر الحجري الجديد . وقد استطاع أهل العصر الحجري الجديد الذي بدأ من 12ألف سنة تقريباً أن يصنعوا أسلحة وأدوات أكبر حدة وصقلاً من تلك التي صنعها أهل العصر الحجري القديم . وبعد العصر الحجري جاء العصر البرونزي منذ ثلاثة آلاف سنة خلت . وفي ذلك العصر , تعلم الناس كيف يستخدمون النحاس في صنع العدد والأدوات , ثم تعلموا كيف يصنعونها من البرونز بعد أن اكتشفوا كيفية الحصول على البرونز من النحاس والقصدير . أما العصر الحديدي فهو العصر الذي أخذ الناس يصنعون فيه الأدوات والآلات من الحديد , وقد بدأ منذ حوالي ثلاثة آلاف سنة . وفي أعمال البحث عن الآثار كثيراً مايعثر على آثار مصنوعة من البرونز مع أخرى مصنوعة من الحديد , وقد استنتج من ذلك أن الأدوات المصنوعة من البرونز لم يبطل استعمالها في العصر الحديدي , وإنما كان الناس يستعملونها إلى جانب الأدوات المصنوعة من الحديد . ولكن حينما يؤكد علماء التطور على أن الإنسان وجد على سطح الأرض منذ مئات آلاف السنين , ويرفضون أقوال التوراة التي تعطي عصراً أقصر بكثير : يظن الناس أنهم قادرون على إثبات أقوالهم بوثائق تاريخية . يقول العالم الفيزيائي الأستاذ ليبي الحائز على جائزة نوبل وفي طليعة العاملين بطريقة الإشعاع الكربوني لمعرفة التواريخ . يقول : إن الأبحاث الضرورية لتطوير طريقة معرفة التواريخ هذه يجب أن تتم في وقتين : معرفة تاريخ الأشياء التاريخية , ثم فحص نماذج عائدة إلى زمن ماقبل التاريخ . لقد عجبت أنا ومساعدي أرنولد حينما أخبرنا مستشارونا بأن التاريخ لايصعد إلى أكثر من 5000 سنة . وإننا كثيراً مانقرأ تصريحات تؤكد بأن الجماعة الفلانية أو المكان الأثري الفلاني يرجع بتاريخه إلى 20,000 سنة . وقد علمنا فجأة بأنه ليس بالمستطاع تعيين هذه التواريخ والأزمان المغرقة في الزمن تعييناً دقيقاً قط . والواقع أن أقدم الأزمان التاريخية التي حددت بشيء من الدقة تعود إلى زمن السلالة الفرعونية الأولى " . وتقول نشرة علم الأحياء : إن اختراع الكتابة منذ 5000 سنة دشن عهد تاريخ الإنسان , وقد وصف الزمن الذي سبق هذا الاختراع بزمن ماقبل التاريخ . ويقول الإمام ابن حزم عن التاريخ المدون : " وماعندنا تاريخ أبعد من تاريخ التوراة وليس له إلا ثلاثة آلاف سنة فقط , فأين يقع مما نريد ؟ وأما تاريخ الفرس فماعندنا أخبار لهم محققة إلا من عهد ملوك الساسانية وذلك أقل من ألف عام وكذلك تاريخ الروم . وأما تاريخ القبط والسريانيين وأدوم وعمون وموآب وسائر تلك الأمم : فمالهم في الدنيا خبر ولا أثر .. وأما الهند والصين فلم تبلغنا آثارهم كما نريد " . وعن توثيق التاريخ المدون قال أبو محمد ابن حزم : فأصح التواريخ عندنا تاريخ الملة الإسلامية ... وأما تاريخ بني اسرائيل فأكثره صحيح وفي بعضه دخل , وإنما يصح منه أخبارهم مذ صاروا بالشام إلى أن خرجوا عنها خروجهم الأخير , لاقبل ذلك . وأخبار الروم إنما تصح من عهد الاسكندر لاقبل ذلك . وأخبار الترك والخرز وسائر أمم الشمال وأمم السودان فلاعلوم لهذه الأمم ولاتواليف ولاتواريخ . ولم تبلغنا أخبار الهند والصين كما نريد , إلا أنهم أمتا علم وضبط وتواليف وجمع .. . " . وقد زعم أهل الأثر من علماء المسلمين أن مدة الدنيا سبعة آلاف سنة إلى أن خلق الله آدم ,وسبعة آلاف سنة منذ خلق الله آدم .. والواقع أن تحديد تاريخ خلق الأرض ’ وتاريخ خلق آدم عليه السلام وإهباطه إلى الأرض , وتحديد تاريخ نهاية العالم : أمر غيّبه الله عن البشر , واستأثر بعلمه , وقد نهينا عن قفو ماليس لنا به علم , قال تعالى عن بداية الخلق { ما أشهدتهم خلقَ السموات والأرض ولا خلق أنفسهم } سورة الكهف 51 . ولم يرد نص شرعي بتاريخ البشرية منذ عمر الله الأرض بآدم عليه السلام , ولاسبيل لنا إلى العلم به , لأن الله جعل للبشرية تاريخاً بعضه محفوظ وبعضه آثار حسية معاينة .
منقول | |
|