كليوباترا السابعة
أشهر النساء فى تاريخ الاسكندرية فى العصور القديمة
كليوباترا السابعة (الإلهة المحبة لأبيها)، 69 – 30 ق.م .
آخر ملوك الأسرة البطلمية فى مصر . وقد حرصت على إعادة مجد وقوة الاسرة البطلمية . واهتمت بتطوير المملكة ورفع شأنها فى مواجهة قوة روما المتزايدة .
وأولت المكتبة اهتماماً خاصاً حتىأن بعض الروايات تذكر أن مقتنيات المكتبة قد وصلت الى أقصى عددها فى عهدها ( 900 الف مجلد فى بعض الروايات ) ، خاصة بعد أن أهداها أنطونيوس مكتبة برجامة كاملة .
وشكلت خطراً حقيقياً على الجيش الرومانى ، إلى أن تمكن أوغسطس من هزيمتها هى وانطونيوس فى معرك
أكتيوم فى الاسكندرية ، تلك الحرب التى انتهت بمقتل أنطونيوس وانتحار كليوباترا .
استحوذ تأثير كليوباترا على مخيلة الشعراء . فاقتنعوا بأروع قصص الحب والعشق فذكر ( فيرجيل ) الشاعر القديم فى إحدى أغانيه أن الحب يقهر الجميع ، ولكن أثبت سهام كيوبيد أنها أضعف من قوات و أسلحة ( أكتافيوس ) الذى سحق واحدة من أروع قصص الحب فى تاريخ الإنسانية واستمر تأثير كليوباترا عبر الزمان ليصل الى ( وليم شكسبير ) ، و ( برنارد شو ) والذىأنكر فى مسرحيته التى كتبها عن قيصر وكليوباترا أن تكون هذه الملكة قد أوتيت من العلم شيئاً ، بل وصورها فى صورة المرأة اللعوب التى تستخدم جسدها من نيل ما تريد ، وربما كان رأى برنارد شو فى كليوباترا جاء تجسيداً لأرائه عن المرأة .
فكليوباترا ومهما قيل عنها كانت جميلة ولا شك ، وجهها يزين الاف العملات الموجودة بالمتاحف المختلفة ووجها المشرق النضر يطل علينا من واجهة معبد دندرة ليحكى لنا تاريخ واحدة من أشهر ملكات مصر فى تاريخها القديم .
أما عن تاريخ الملكة فنبدأه من عام 51 ق.م . عندما مات بطلميوس أوليتس بعد أن أوصى بتولى إبنته الكبرى كليوباترا ( الإلهه المحبةلأبيها ) بالاشتراك مع أكبر أبنائه الذكور بطلميوس الذى كان صبياً فى العاشرة من عمره ، وقد جعل أبوها الملك الراحل روما وصية عليهما .
وزحف ( قيصر ) وجنوده من روما إلى مصر وسحقت قوات الملك الصغير والذى لقى حتفه ليعين أخوه الاصغر بطلميوس الرابع عشر شريكاً أخر لكليوباترا على عرش مصر وبعد هدوء الامور نسبياً أقيمت الاحتفالات على شرف ضيف مصر الكبير قيصر روما التى قيل أنها استمرت لمدة شهرين قضاهما مع الملكة كليوباترا فى رحلة على صفحة النيل لرؤية عجائب مصر ومجدها .
وقد زارت الملكة كليوباترا فى صيف 46ق.م. روما بدعوة رسمية من قيصر وبصحبتها ابنها قيصرون ( قيصر الصغير ) ربما لتقديمه إلى المجتمع الرومانى وأقامت وحاشيتها فى قصر بديع بإقطاعية قيصر الواقعة على تل ( جانيكول ) عبر التيبر وسط روما ، وإستطاعت كليوباتر بجاذبيتها وذكائها وثقافتها أن تخطف قلوب الرومان وحقد وحسد نساء روما .
وبعد مرور شهر واحد من زيارتها إلى روما اغتيل قيصر على يد رجاله ، لتعود كليوباترا إلى الإسكندرية خفية .
وأخد أوكتافيوس وأنطونيوس على عاتقهما الانتقام لمقتل قيصر ، واتفق البطلان علىأن يتصرف أوكتافيوس فى شئون الغرب ، وانطونيوس فى شئون الشرق ، وطلب انطونيوس أن تحضر ملكة مصر لتركع أمامه بعد أن اتهمها بأنها لم تقدم المساعدة فى أثناء الحرب مع الجمهوريين.
والشىء الذى لا يعرفه الجميع هو أن كليوباترا أنجبت من انطونيوس ولدين توأم وابنة ، ولقد أبقى أوكتافيوس على حياتهم وأرسلهم الى روما ليتربوا هناك ، وانقطعت أخبارهم فلم نعرف عن حياتهم شيئاً وقام أوكتافيوس بقتل قيصرون بناء على نصيحة أحد الفلاسفة السكندريين كى لا يبقى خلفاء لـ ( يوليوس قيصر ) يطالبون بعرش روما أو مصر ، ومنذ اللحظة التى ماتت فيها ملكة مصر أصدر أوكتافيوس قراراً من خمس كلمات يعلن فيه ضم مصر الى سلطان الشعب الرومانى .
لقد كشفت لنا الحفائر التى أجراها العالم الجليل / سيد الناصرى – فى منطقة كوم أوشيم عن العديد من النتاج المهمة ، منها ذلك اللقب الجديد للملكة كليوباترا ( فيلو ماتور ) أى المحبة لأمها . إضافة الى العديد من المعلومات التى اضيفت إلى تاريخ تلك الملكة خالدة الذكر . وأخيراً هل نستطيع أن نقول الآن أنها كانت قبيحة ؟ لا .. فقد كانت جذابة ذكية – أرادت أن تحكم العالم ولكن ضاع منها هذا الحلم .