من أين استقت شهرتها العالمية الواسعة؟
ماهو السر في انتشار هذه الشهرة؟
إن أسئلة من هذه القبيل، طرحت، ومازالت تطرح رغم مضي قرابة خمسة قرون من الزمن على رسم لوحة "جيوكاندا"... ومحاولة في تقديم بعض «المعلومات» التي صاحبت هذه اللوحة منذ ولادتها، :
تجسد " جيوكاندا " (اللوحة) أشهر وجه أدمي (بورتريه) في تاريخ فن الرسم، والذي يمثل صورة نصفية لزوجة أحد كبار التجار في فلورانسا بإيطاليا ويدعى فرانسيسكو ويل جيوكوندو - واسمها الحقيقي هو: مونا - ليزا...
حكى بعضهم بأنها لوحة تجمع بين تناقضات الحياة: الخير / الشر.. التفاؤل / التشاؤم.. اليسر / العسر.. النور / الظلام...
وحكى آخرون بأنها تمثل أصدق تعبير قدمه ليوناردافنشي لإحدى خليلاته..
كما أرجع بعض "نقاد التشكيل" سبب شهرة لوحة جيوكاندا إلى كون (فانشي) أول رسام "تمرد" على الصباغة الكلاسيكية بتقنيتين منفصلتين (الموضوع / الخلفية)..
إلا أن سيغموند فرويد 2 حلل لوحة جيوكاندا التحليل النفساني البحت.. حلل الغموض الآسر في ابتسامتها.. أرجعه إلى طفولة فانشي.. الطفولة التي تميزت بانحراف فانشي الجنسي على مستوى اللاوعي بسبب فقدانه لأمه (لابتسامة أمه).. جيوكندا، التي عكف ليونارد دافنشي على رسمها بين عامي 1500 و1504، لم تسلم من اللصوص، حيث سرقوها عام 1911.. وتمّ العثور عليها.. وحاولوا سرقتها ثانية.. وثالثة..
لم تسلم من نقاد الثقافة البصرية.. وكتاب القصة والرواية.. وحتى من الفنانين أنفسهم..
رسمها مختلف طلبة معاهد الفنون الجميلة.. صورها وأعاد تصويرها الفوتوغرافيون من مختلف زوايا التصوير..
وظفها الإشهاريون كثيرا بتقنيات عالية سبيلا في ترويج منتجاتهم..
كما رسمها (فيرناند ليجيه) بأسلوبه المعروف (التفكيك / الإحاطة باللون الأسود).
رسمتها الفنانة التشكيلية ليلى لاكيش، في أجمل مشهد، بأضواء النيون.. رسمها الفنان السوريالي سالفادور دالي (رسما) بشاربين طويلين، ووضع بين أيديها أوراقا نقدية (الدولار)..
رسمها الدادائيون وجردوها من لباسها المعهود.. وحتى الشعراء.. وكتاب القصيدة.. الذين اتخذوا من "جيوكاندا " مصدرا للاستلهام.. لتشكيل إبداعاتهم الشعرية.
ولعل الغرابة.. تكمن في كون بعض مؤسسات "الجمال" (بأوربا) تنظم على رأس كل أربع سنوات مسابقات (على شكل مهرجانات) تقضي بمنح مكافآت مالية للفتيات والسيدات اللواتي يتقاسمن الشبه (من حيث ملامح الوجه) مع الجيوكاندا تحت يافطة: "أسرة ليزا".